تواجه آلاف العائلات السورية العائدة إلى بلادها تحديات جسيمة تتعلق بالمأوى، والعمل، والتعليم، في ظل دمار واسع للبنية التحتية وضعف الخدمات الأساسية.
ومع تزايد أعداد اللاجئين السوريين العائدين، تتفاقم الحاجة إلى استجابة إنسانية عاجلة تضمن لهم حياة كريمة وفرصاً للاستقرار وإعادة بناء حياتهم.
وبحسب فريق منسقو الاستجابة، فإن أعداد اللاجئين السوريين العائدين إلى وطنهم ارتفعت منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من الشهر الجاري، حيث بلغ إجمالي العائدين 52 ألفاً و467 لاجئاً.
وجاءت النسبة الأكبر من تركيا بواقع 25 ألفاً و277 لاجئاً، تلتها لبنان بـ13 ألفاً و468، ثم الأردن بـ13 ألفاً و722 لاجئاً.
وأشار الفريق في بيان إلى أن هذه الأرقام تعكس رغبة العائلات السورية في استعادة حياتها داخل البلاد رغم الصعوبات القائمة.
تحديات تواجه اللاجئين السوريين العائدين
يعاني اللاجئون العائدون من أزمات حادة، أبرزها صعوبة العثور على مأوى ملائم بسبب الدمار الواسع الذي طال معظم المناطق السكنية.
إضافة إلى ذلك، تعاني المناطق التي عادوا إليها من نقص كبير في الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة، والكهرباء، والرعاية الصحية، ما يزيد من معاناتهم اليومية.
كما يواجه الأطفال العائدون صعوبات كبيرة في الوصول إلى التعليم، فيما تفتقر العائلات إلى فرص عمل تساعدهم على تحقيق الاستقرار.
وشدد الفريق على أن هذه التحديات تتطلب جهوداً جماعية لضمان توفير الظروف المناسبة لإعادة بناء حياتهم، داعياً إلى تكثيف التنسيق بين المنظمات الإنسانية لدعم اللاجئين العائدين، مع تسريع عمليات إعادة الإعمار وتطوير برامج تنموية تلبي احتياجاتهم.
كما شدد على ضرورة تعزيز الحماية لضمان عودة آمنة وكريمة، مع مطالبة المجتمع الدولي بتقديم الدعم اللازم للمساهمة في إعادة بناء سوريا واستعادة استقرارها.
تحذيرات من عودة واسعة النطاق إلى سوريا
حذر رئيس المنظمة الدولية للهجرة، فيليبو غراندي، من أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم على نطاق واسع قد تخلق صراعاً داخلياً وتزيد من تعقيد الأوضاع في سوريا، خاصة بعد الإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقال غراندي خلال حديثه للصحفيين يوم الجمعة الماضي: "عودة واسعة النطاق للاجئين قد تغمر البلاد وتؤدي إلى تأجيج الصراع في لحظة هشة للغاية"، وذلك بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
من جانبها، شددت المديرة العامة للمنظمة، إيمي بوب، على ضرورة التمهل في خطط إعادة اللاجئين.
وأوضحت في مؤتمر صحفي بجنيف عقب زيارتها إلى سوريا: "نعتقد أن عودة ملايين الأشخاص من شأنها أن تخلق صراعاً داخل مجتمع هش بالفعل".
وأضافت: "نحن لا نشجع العودة على نطاق واسع. بصراحة، المجتمعات ليست مستعدة لاستيعاب الأشخاص النازحين".
وأشارت بوب إلى أن المنظمة تعمل مع الحكومات الأوروبية لحثها على إبطاء أي خطط لإعادة السوريين إلى بلادهم. وقالت: "نتحدث إلى الحكومات الأوروبية لتأجيل أي عودة واسعة حتى تكون المجتمعات مستعدة".
إرسال تعليق